Sport

هل يستحق ميسي الكرة الذهبية؟

قبل مسابقتي كوبا أميريكا وكأس أمم أوروبا كان سابقا لأوانه الحديث عن مرشح الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم لسنة 2021، بسبب تقارب مستويات اللاعبين وعدم تمييزهم عن بعضهم خلال الموسم، لكن بعد نهائي دوري الأبطال وانتهاء المسابقتين القاريتين، انطلق سباق التوقعات والتكهنات بعدما برزت أسماء المرشحين للفوز بالجائزة على غرار ليونيل ميسي حامل لقب كوبا أميريكا مع الأرجنتين، وجورجينيو لاعب وسط تشلسي ومنتخب ايطاليا المتوج بدوري الأبطال وكأس أمم أوروبا، ومواطنه كيليني، اضافة الى المهاجم البولندي للبايرن روبرت ليفاندوسكي، وكذا مهاجم منتخب إنكلترا هاري كاين الذي قاد منتخب بلاده الى نهائي اليورو للمرة الاولى في التاريخ، بدون نسيان روميلو لوكاكو وكيفن دي بروين، وغيرهم من اللاعبين الذين صنعوا الفارق مع أنديتهم ومنتخبات بلادهم.
الموسم كان استثنائيا بسبب تداعيات الوباء، ما دفع  بالبعض إلى المطالبة بإلغاء الجائزة للسنة الثانية على التوالي، بسبب صعوبة الاختيار وانعدام الإجماع حول لاعب بعينه، لكن ميسي وجورجينيو كانا الاسمين الأكثر تداولا اعلاميا وجماهيريا، وفي أوساط الفنيين والمحللين الذين راحوا يتساءلون حول أحقية ليونيل ميسي في التتويج بعد فوزه بأول لقب مع منتخب بلاده في أستاد ماراكانا أمام البرازيل، وهو الأمر الذي يشفع له في نظر بعض المتابعين، اضافة الى كونه هداف البارسا والدوري الأسباني برصيد 39 هدفا في خمسين مباراة، وهداف مسابقة كوبا أميريكا، وهي أرقام لا تختلف عن أرقام رونالدو الذي كان هدافا لليورو، وهداف اليوفي بالدوري الإيطالي بـ46 هدفا في 55 مباراة، وحامل لقبين مع اليوفي هذا الموسم.
جورجينيو من جهته، حامل لقبي دوري الأبطال مع تشلسي وكأس أمم أوروبا مع ايطاليا، دخل سباق الترشيحات للفوز بالجائزة رغم أنه لم يكن مؤثرا بشكل مباشر مثل ميسي مع المنتخب الأرجنتيني، ولا يعتبر من الناحية الفنية والمهارية أفضل من ميسي ورونالدو ونيمار، وليس الأكثر حسما مثل ليفاندوسكي أو روميلو لوكاكو أو حتى هاري كاين، إذا كان معيار الاختيار هو الأهداف المسجلة، أو الموهبة والبراعة الفنية، حتى أن اللاعب في حد ذاته يدرك أن اعتماد معيار الموهبة والمهارة والمردود الفردي في الاختيار يقصيه من السباق، في وقت يعتبر البعض أن الاستناد على معيار النتائج والتتويجات المحققة طيلة السنة يرشح جورجينيو للتتويج، إلا إذا اعتبر المصوتون أن تتويج ميسي بلقب كوبا أميريكا الأول له مع الأرجنتين، إنجازا أكبر من دوري الأبطال وبطولة كأس أمم أوروبا رغم موسمه التعيس مع البارسا.
طيلة العقد الأخير من الزمن كان ميسي ورونالدو هما من يحددان ضمنيا المعايير والمقاييس التي يتم على أساسها اختيار واحد منهما الأفضل في العالم بحسب النتائج مع الفريق والمنتخب، والمردود الفردي وعدد الأهداف التي يسجلها كل واحد مع ناديه، لدرجة أدت الى ظلم عديد من اللاعبين الذين تألقوا طيلة الفترة الماضية، لكن الغلبة كانت تعود للاسمين وشعبيتهما دون غيرهما، خاصة عندما كانا ينشطان في نفس الدوري الاسباني ويشكلان طرفا أساسيا في الصراع الأبدي بين البارسا والريال، لكن هذه المرة قد تتغير المعطيات ويكون اللقب من نصيب لاعب آخر لن يكون بالضرورة الأكثر شهرة، بل للأكثر تتويجا، أو حتى للأكثر تأثيرا، مثل لوكاكو ودي بروين، أو حتى المدافع كيليني أكبر لاعب سجل في نهائي بطولة كأس أمم أوروبا، من دون أن ننسى صاحب الحذاء الذهبي الأوروبي روبرت ليفاندوسكي الذي كان مرشحا للفوز بجائزة السنة الماضية التي ألغيت.
ميسي في نظر البعض لا يستحق التتويج بالجائزة لمجرد أنه فاز بلقب قاري حتى وان كان الأول له، خاصة وأنه خرج من أحد أسوأ مواسمه مع البارسا بلقب واحد على غير العادة ولمتاعب وهموم ومشاكل كبيرة مع الإدارة السابقة التي دفعته الى المطالبة بالرحيل، ولا يمكن منحها له حتى لا تفقد مصداقيتها وتمنح للأكثر شهرة بدلا من أن تمنح للأفضل خلال السنة. بينما يطالب البعض الآخر بإلغاء جائزة هذا الموسم، لأن جورجينيو لا يملك موهبة ميسي ولا يصنع الفارق الذي يصنعه ميسي، بل هو جزء من منظومة لعب نادي تشلسي التي تضم أيضا كانتي ومايسون ماونت وكاي هافيرتز، ومنظومة أخرى في منتخب ايطاليا تتشكل من دوناروما وكيليني وبونوتشي وباريلا وكيزا، وغيرهم من لاعبي الجيل الصاعد الذي يسعى لإزاحة ميسي ورونالدو عن عرشهما.

Share Article