أخبار العالم

مساعدات لا تشبع جوع النازحين

اليمن – مجاهد حمود

“لا أملك شيئًا غير دراجتي النارية التي أعمل عليها لإعالة أسرتي، إضافة لما نحصل عليه من المنظمات الإغاثية، وضع معيشي صعب نعيشه نحن النازحين، لا نملك مأوى غير المدرسة (مدرسة علي بن أبي طالب). حالنا يرثى لها”؛ كلمات موجزة اختصر بها الخمسيني يحيى محمد معاناة يعيشها النازحون في اليمن.

يقول يحيى:” في العام 2019 غادرت منزلي في محافظة الحديدة، برفقة ولدي وزوجتي، بعد أن أجبرتنا المواجهات بين الحوثيين والحكومة اليمنية على المغادرة، تاركين وراءنا كل شيء: أرضنا التي نسترزق منها، ولم نأخذ معنا غير المعاناة والآلام”.

ويضيف: “نزحنا إلى تعز، وحل بنا المقام هنا كما ترى في أحد فصول هذه المدرسة، مدرسة علي بن أبي طالب، بمنطقة البعرارة، والوضع مازال مجهولًا، والمشهد ضبابي طالما الحرب مازالت مستمرة”.

يحيى واحدٌ من أكثر من ثلاثة ملايين نازح أجبرتهم الحرب على ترك منازلهم، يعيشون في ظروف صعبة تتفاقم يومًا بعد آخر، في ظل الحرب الدائرة في اليمن منذ سبعة أعوام.

سوء إدارة المساعدات

رئيس الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين نجيب السعدي، يقول لـ”المشاهد” إن هناك “مأساة يعيشها النازحون، ما زاد منها أنه في العام 2022 كان هناك إحجام من المانحين في تقديم مساعدات كافية لليمن”.

ويضيف السعدي: “الإشكالية لا تكمن في تقديم الدعم الكافي، بل الإخفاق في إيجاد حلول حقيقية لموضوع النازحين. وبعد ثماني سنوات من عمليات النزوح، مخجل أن نتكلم أن النازح لم يحصل على مساعدات أو مسكن يليق به، نتيجة خلل في تنفيذ أو توجيه الأعمال الإنسانية بالشكل المستدام، حيث كان الاكتفاء للمنظمات الدولية بالعمل على نقطة الطوارئ، وعدم الاستدامة، ودون وجود أثر ملموس لذلك”.

ويتابع أن هناك “ضرورة لدعم إنساني للنازحين، إضافة إلى جانب رقابي من قبل الجهات المانحة على أداء المنظمات الدولية، ومدى ملاءمة التدخلات للاحتياجات الإنسانية”. مشيرًا إلى الحاجة لتمويل خطة الاستجابة الإنسانية بشكل عام خلال العام 2023، حيث لدينا في المناطق المحررة ثلاثة ملايين ومائة ألف نازح، إضافة إلى مليون ومائتي ألف عائد، وهم حتى العائدون يعيشون ظروفًا صعبة، وبحاجة إلى دعم إنساني.

نازحون في العراء

كشفت الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين لـ”المشاهد”، في دراسة مسحية متعددة القطاعات، أجرتها عن النازحين في المناطق الواقعة تحت سيطرة الحكومة اليمنية، خلال العام المنصرم 2022، أن إجمالي عدد النازحين بلغ أكثر من ثلاثة ملايين  نازحًا، منهم 349 أسرة تعيش في العراء.

تغذية لا تشبع الجوع

السبعيني سالم صالح، أحد النازحين في مخيم إذخارة بوادي البركاني جنوب محافظة تعز، يقول لـ”المشاهد”: “أكثر ما نعانيه هو عدم توفر الأكل معظم الأحيان، وغالبًا ما كنا ننام بدون عشاء أنا وأحفادي الأربعة، وليس لدينا أحد غير الله، فوالدهما متوفى”.

ويستدرك صالح الذي نزح في 2018 من منطقة الكدحة غرب تعز، حديثه: “معظم النازحين هنا لديهم من يعولهم، ويخرجون للعمل لمساعدة أهاليهم، ولكني عاجز عن العمل، وهذا حالنا”.

وأفادت الوحدة التنفيذية للنازحين أن أكثر من 285 ألف أسرة تعاني من انعدام الأمن الغذائي، حوالي 59% من إجمالي 485 ألف أسرة نازحة في مناطق سيطرة الحكومة.

مأرب وتعز الأكثر نزوحًا

وقالت الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين بمأرب، إن 1,600 أسرة نزحت خلال النصف الأول من العام 2022، ما يعادل 9.538 فردًا نزحوا حديثًا جراء تصاعد حدة المواجهات في مأرب.

وأوضحت أن إجمالي عدد المخيمات 197 مخيمًا، إضافة إلى 40 مخيمًا تم إنشاؤها حديثًا. تليها محافظة تعز، حيث بلغ عدد النازحين فيها 280.899 فردًا حتى نهاية العام2022.

وتستضيف محافظة مأرب، في الوقت الحالي، نصف عدد النازحين حديثًا، والمقدر عددهم بنحو 120 ألف شخص، والمنتشرين في جميع أنحاء البلاد.

احتياجات المأوى

قدرت مجموعة المأوى والمواد غير الغذائية لمنظمة OCHA التابعة للأمم المتحدة، في تقرير لآخر المستجدات الإنسانية في اليمن خلال نوفمبر من العام2022 ، أن 7.5 مليون شخص يعيشون في ظروف مأوى غير ملائمة، وغالبًا ما يفتقرون إلى المستلزمات المنزلية الأساسية، بزيادة قدرها2 % منذ أوائل عام2022. وشهدت شدة احتياجات المأوى زيادة كبيرة، إذ يعاني أكثر من 5.3 مليون شخص من احتياجات المأوى الحادة،52 % في الحالات القصوى و48% في الحالات الكارثية.

وأكدت أن النازحين لايزالون يواجهون عددًا لا يحصى من التحديات، إذ يبلغ متوسط نزوح الأسر ثماني سنوات، و25% على الأقل من النازحين مرتين أو أكثر. ومن بين 4.5 مليون نازح، يعيش أكثر من ثلثيهم في مساكن مستأجرة أو في مجتمعات مستضيفة.

وفي دراسة للوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين، نشرت مطلع يناير العام الماضي، فإن 82% من النازحين الذين تمت مقابلتهم، يواجهون صعوبات كبيرة في دفع الإيجار. ولم يدفع نحو76 % منهم الإيجار لأكثر من ثلاثة أشهر، حسب الدراسة.

لقرائة المادة من المصدر المشاهد نت

صحفي يمني , وعضواً في شبكة صحفيي البيانات في اليمن والعديد من المنصات الإعلامية

مجاهد حمود

صحفي يمني , وعضواً في شبكة صحفيي البيانات في اليمن والعديد من المنصات الإعلامية

Related Articles

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Back to top button
en_USEnglish