عرف الدبلوماسية الأمريكية، ويندي شيرمان، باسم الثعلب الفضي بسبب لون شعرها الأبيض الثلجي وأسلوبها الحاذق في إبرام الصفقات. وهي من أقوى الدبلوماسيين في العالم، وتساعد الأربعاء في قيادة المحادثات بين الولايات المتحدة وروسيا في أوروبا.
واجتمعت شيرمان، نائبة وزير الخارجية الأمريكية، مع المسؤولين الروس هذا الأسبوع لمناقشة أزمة أوكرانيا. والمخاطر المحيطة بالأزمة كبيرة.
ونشر الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، نحو 100 ألف جندي روسي بالقرب من الحدود مع أوكرانيا، مم أثار مخاوف من حدوث توغل، وتحذيرات من الغرب.
ويأمل المسؤولون الأمريكيون في نزع فتيل الموقف المتوتر من خلال المفاوضات مع الروس - والدبلوماسية الأمريكية شيرمان عنصر أساسي.
واشتهرت شيرمان في واشنطن بأسلوبها الحاد، كما أن لديها تاريخاً في التعامل مع الموضوعات الصعبة بشكل مباشر.
وحاولت في عهد الرئيس بيل كلينتون التوصل إلى اتفاق مع الكوريين الشماليين يهدف إلى وقف جهودهم لبناء أسلحة نووية.
وفي عام 2011 تولت زمام المبادرة في المحادثات النووية بين الفريق الأمريكي وإيران، بينما كان الرئيس باراك أوباما في منصبه. وساعدت في النهاية بالتوصل إلى اتفاق نووي تاريخي بين إيران ومجموعة 5 + 1 - الولايات المتحدة، وبريطانيا، وفرنسا، والصين، وروسيا، وألمانيا - في عام 0152
وتعثر الاتفاق بعد ذلك، لكن محادثات إنقاذه وإعادة إيران إلى الامتثال بدأت في مايو/أيار، بعد أن تولى الرئيس الأمريكي جو بايدن منصبه.
وفي ذلك الوقت تحدثت شيرمان عن عدم وجود أي عائق أمام تقدمها في جلسات المفاوضات لأنها امرأة، على الرغم من أن جمهورية إيران الإسلامية لديها قواعد صارمة بشأن التفاعل بين الرجال والنساء.
وقالت: "عندما جلست على الجانب الآخر من الإيرانيين كنت أنا الولايات المتحدة الأمريكية، وربما لأني امرأة يمكنني أن أقول إن بعض الأشياء لم تكن صعبة، ولكن انطباع الطرف المقابل يكون غير متوقع عندما يرون أني متشددة أحياناً ولينة أحيناً أخرى".
وتتمتع شيرمان، البالغة 72عاماً، ببشرة شاحبة قليلاً، وشعر قصير وأبيض فولاذي، وعلى الرغم من الطبيعة المرهقة للمفاوضات، فإنها دائماً ما تبدو متماسكة - ويقول عنها دبلوماسي بريطاني عمل معها خلال المفاوضات الدولية: "لا تجد شعرة واحدة ليست في محلها".
وحصلت شيرمان على لقبها من الإيرانيين الذين بدأوا يطلقون عليها اسم "الثعلب" بسبب نهجها المخادع في المحادثات التي جرت معهم. وتبنى زملاؤها في وزارة الخارجية هذا اللقب، وأثناء المفاوضات ارتدوا قمصاناً كتب عليها "الثعلب الفضي".
ويقول زملاؤها في وزارة الخارجية إنهم يشاهدونها بإعجاب وأحياناً بشيء من الخوف خلال مشاركتها في المناقشات الدولية.
ويقول جيمس جيفري، السفير الأمريكي السابق في تركيا الذي راقب شيرمان خلال عملها كدبلوماسية: "إنها حادة جداً."
وطورت شيرمان مهاراتها الدبلوماسية بطريقة غير عادية: فبعد الدراسة في كلية الخدمة الاجتماعية بجامعة ميريلاند، ساعدت أطفالاً في بالتيمور كانوا بحاجة إلى رعاية.
وخلال الثمانينيات، وحينما كان تعمل على بعض الحالات، شعرت بإحباط بسبب الجهود المبذولة لإنقاذ الأطفال الذين تعرضوا لسوء المعاملة، ولذلك أصبحت مشرفة اجتماعية وأخذت تساهم في تغيير النظام. ثم عينت مديرة لمكتب الدولة لرعاية الأطفال واكتسبت سمعة في مجال العمل السياسي.
وبعد بضع سنوات انضمت إلى إدارة كلينتون لتصبح أول امرأة تتولى منصب وكيل وزارة للشؤون السياسية.
