أعتقد أن فكرة صامويل هنتنجتون حول صراع الحضارات ؛قد تجسدت بشكل واسع و دقيق في بطولة العالم لكرة القدم المقامة لأول مرة في بلد مختلف حضاريا و فكريا ؛عن الغرب صاحب الفكرة ؛قطر التي تنتمي إلى الشرق المختلف تماما و المتميز حتى عن باقي دول الشرق الأخرى ؛بثقافته المرتبطة بالعروبة و الاسلام و التي تحمل إرثا ثقيلا من المفاهيم و أساليب الحياة و التفكير يمتد الى أربعة عشر قرنا . هذا الصراع الصدامي برز من خلال رغبة الغرب المؤدلج سياسيا و دينيا في فرض نمط تفكير يخصه وحده على بقية شعوب المعمورة . مدعيا بذلك الدفاع عن الحق في الاختلاف و التمايز عبر محو الآخر و رفض ثقافته و دفعه الى زاوية ضيقة الرؤية ؛عبر أسلوب الهجوم المكثف و خلخلة المفاهيم و تسفيه الآخر ؛خاصة اذا كان إسلاميا ... لقد عرف الغرب أن قضيته خاسرة فاعتمد الاستعلاء الحضاري مبدأ ؛و أقام هيمنته على تفوق الجنس الاروبي "الأبيض "و راح يصدر شروره خوفا من الاسلام الذي يخالفهم الرؤية الكلية للوجود و ما وراءه . أعتقد أن ذلك ما يفسر بشكل جلي الهجوم الكاسح الغربي على قطر المشرقية المسلمة و التي سعت إلى ضبط بعض المفاهيم وفقا لإيقاع متناغم مع إرثها الفكري و الحضاري و مسالة الشواذ أبرزها ؛زيادة على مسالة التعري و الطعن في البلد عبر مسارب ما يسمى بحقوق الإنسان و العمال و غيرها .إن الفكر الغربي عموما مبني على فكرة الصراع و الصدام من أجل البقاء و لكن هذه القاعدة بدأت تجد أمامها خطوط دفاع قوية .

Boussadia sabir