Literature

طلاب وطالبات تحت القصف في اوكرانيا

 

فاطمة سهلي طنجة

 في الساعات الأولى لانطلاق الغزو الروسي لأوكرانيا، وجد آلاف الطلاب والطالبات والمهنيين العرب بالجامعات والمؤسسات التعليمية الأوكرانية، أنفسهم في محنة لم تكن في الحسبان

ويشكل الطلاب الهنود النسبة الأكبر من الطلاب الدوليين ''22٪''، يليهم المغاربة ''10٪'' فيما تشمل الدول العشر الأولى أيضًا، طلابًا من مصر ''4٪'' وإسرائيل 3٪. كما أن هناك طلابًا من تونس، والأردن، وفلسطين، وأقل من 200 طالب عراقي

 ويقصد طلاب من دول عربية عدة أوكرانيا سنوياً لمتابعة تحصيلهم الجامعي خصوصاً في اختصاصي الطب والهندسة نظراً لسهولة الحصول على تأشيرات دخول إلى هذا البلد.

ومع تزايد التصعيد بين روسيا وأوكرانيا إثر انطلاق المناورات المشتركة بين الجيش الروسي والبيلاروسي شمال البلاد، وتوارد دعوات الحكومات الغربية لرعاياها من أجل مغادرة الأراضي الأوكرانية، بلغت حد إفراغ الولايات المتحدة وكندا وأستراليا سفاراتها من الموظفين وتعليق العمل فيها طالبت كل من الخارجية المغربية رعاياها في أوكرانيا بمغادرة البلاد.

 سمعت طبول الحرب على حدود الاوكرانية، مهددة بالاجتياح الروسي الذي قد يقع في أي لحظة، وفي لحظة انقلبت المستجدات الطارئة وغيرت حياة أولئك الطلاب رأساً على عقب، وتوقف قسرياً مسارهم الدراسي وفرض عليهم مغادرة عاجلة دون سابق اندار ومما جعلها غير ممكنة عند قسم كبير منهم نظرا لغلاء تذاكر الطيران وشح الرحلات. التي زادت من حيرتهم مع تضارب التصريحات بين تحذيرات دولهم الأم وتطمينات الحكومة الأوكرانية

ومع التردد بين خياري البقاء في أوكرانيا، أو العودة إلى بلدانهم، وضعت عجلة الحرب الدائرة عقبات عدة أمام خيار العودة ، تزامنا مع إغلاق الأجواء أمام حركة الطيران المدني

ونتيجة للهلع الذي أصاب اسر الطلبة المغاربة اجتمع الأهالي أمام مقر وزارة الخارجية في الرباط، قلقين على مصير أبنائهم.

وقالت وزارة الخارجية المغربية في بلاغ لها: "في ظل الوضع الحالي، توصي سفارة المملكة المغربية في كييف المواطنين المغاربة في أوكرانيا بمغادرتها حرصاً على سلامتهم، وذلك عبر الرحلات الجوية التجارية المتوفرة". كما دعت السفارة المغربية   المواطنين المغاربة الراغبين في السفر إلى أوكرانيا إلى تأجيل سفرهم في الوقت الراهن. ووضعت رهن إشارة رعاياها أرقاماً هاتفية للتواصل والإجابة على استفساراتهم 

 وحيثما لا تخلوا هذه العودة المفروضة من متاعب، والتي نزلت هي الأخرى بثقلها على رؤوس الطلبة المغاربة بأوكرانيا. أهمها صعوبة اتخاذ قرار الرحيل بين عشية وضحاها، وما يستلزمه من توفير ثمن التذاكر وإيجاد رحلات مناسبة بالنسبة لأشخاص يعتمدون بشكل أساسي على تمويل عائلاتهم لتأمين معيشتهم هناك

كما ان إيجاد تذاكر العودة، تعتبر مفقودة نظراً لضعف عرضها مقابل الطلب الكبير عليها مما وجد عدد من الطلبة أنفسهم عاجزين عن دفع أثمنة هذه التذاكر، مما دفع بهم إلى الاتجاه غرب البلاد بعيداً عن المناطق المهددة بالغزو، في انتظار أن توفر لهم رحلات إجلاء مباشرة

كما ان هناك هاجس الخوف على مستقبلهم الدراسي الذي بات مهددا واصبح يؤرقهم ففي الوقت الذي طالب فيه الطلبة بمتابعة دروسهم عن بعد نظراً لهذه الظروف، كانت الجامعات الأوكرانية تجيبهم بأنها لن تتخذ الخطوة إلا بتدخل رسمي من السفارة التابعة لبلدانهم

كما كانت هناك عوائق أخرى وجد الطلبة انفسهم فيها تتعلق بالإجراءات الصحية التي تفرضها السلطات المغربية لمواجهة تفشي فيروس كورونا، التي تلزم القادمين من الخارج باستكمال جرعات لقاحهم الثلاث مع إجراء فحوصات لثبوت عدم إصابتهم بالفيروس.

لعل هذه التجربة التي تعرض لها الطلاب ، ستزيد من خبرتهم في التعامل مع المواقف الصعبة، وهي تجربة مهمة للمستقبل بلا شك

 طلاب وطالبات اجتمعوا على نفس المصير في نفس المكان، يتملكهم نفس إحساس الخوف، وجدوا لنفس الهدف، ولنفس السبب، وخلصوا لنفس النتيجة التي كانوا ذاهبين من اجلها مع بدء الحرب، منهم من قرر ان يبقى مع اصدقائه ضمن مجموعة واحدة، اختبأوا في ملاجئ في البناية التي كنوا فيها، تحت القصف العنيف رافضين المغادرة قبل الحرب، خوفا من ضياع مستقبلهم الدراسي
    وهناك طلاب لم يغادروا اوكرانيا بسبب وجود مشاكل في جوازات سفرهم واجراء استصدار الفيزا، وهم موجودون في اماكن بعيدة جدا عن الحدود ولا توجد مواصلات عامة تقلهم.

وفي ظل غياب أية معلومات حول الخطة الدراسية في الفترة المقبلة،    عزم معظم الطلاب على العودة إلى بلدانهم بمجرد أن يصبح ذلك ممكنا الى ان يستوعبوا ما جرى والى ان تجد سلطات البلاد الحل لهؤلاء الأطر بعد ان يتم جردهم واحصائهم وفق تخصصاتهم .

Share Article